مربّو النحل في سيدي بوزيد: قطاع واعد.. لكن الدولة أهملتنا
تربية النحل في ولاية سيدى بوزيد قطاع عريق توارثه أجيال وأجيال وانخرطت فيها النساء كما الرجال وعلى الرغم مما شهده هذا القطاع من التطورات على مستوى تقنيات ومستلزمات التربية بإعتماد الخلايا العصرية وفرازات العسل والشمع وغيرها فإن العديد من الناشطات والناشطين في قطاع النحل مازالوا متشبثين ببعض الوسائل والطرق التقليدية التي تقتصر على توفر "الأجباح" والمداخن والمرايا و الأكسية التي يحتاجونها أثناء مراقبة النحل عند الإقتضاء وأثناء إخراج شهد العسل من "الأجباح" خلال مواسم تجميع العسل وهي وسائل يعتقدون أنها الأكثر صحية والأقل إنفاقا.
ويذكر أن عدد الناشطين في تربية النحل في مختلف مناطق ولاية سيدي بوزيد يناهز 400 مرب على إختلاف تكوينهم وطرق تعاطيهم للنشاط الذي من شأنه أن يوفر إنتاجا سنويا هاما من العسل وحبوب اللقاح والغذاء الملكي والشمع والعكبر وهواء النحل و الصمغ وخفيرة النحل وغيرها من المنتجات الدقيقة الأخرى، وفق ما أكده لموزاييك، محمد شوشان الدكتور في علم النحل.
وأكّد شوشان أن قطاع النحل بالجهة يحتاج إلى مقاربات علمية حديثة لتطويره و هو علاوة على ما يوفره من مواطن شغل هامة وأرباح تضاهي ما يوفره إنتاج 10 زيتونات بالنسبة للصندوق الواحد في أفضل الحالات فإن منتوج النحلة يوفر كذلك منافع غذائية وطبية من أهمها "العكبر "و"حبوب اللقاح "و "سم النحل" فى التداوى من أمراض عديدة إلى جانب المحافظة على التوازن البيئى والتنوع البيولوجى حيث تقوم النحلة بتلقيح أزهار النباتات الطبيعية والأشجار المثمرة كاللوز والخوخ والمشمش وتساهم في المحافظة عليها من الإنقراض والترفيع فى المنتوج الفلاحى.
وحول الإشكاليات والصعوبات التي يواجهها مربو النحل في مختلف مناطق ولاية سيدي بوزيد ذكر عمران عبد اللاوي أن القطاع مازال مهمشا ويحتاج إلى كثير من التنظيم والتأطير والتكوين من قبل الجهات المختصة والحد من الصعوبات المتعلقة بالترويج وتوفير مسالك توزيع منظمة تمكن المنتجين من ترويج منتوجهم بسهولة، مشيرا إلى أن إنتاج العسل مازال يباع بطريقة تقليدية فضلا عن المشاكل المتعلقة بالتقلبات المناخية التي يواجهها مربو النحل بسيدى بوزيد خلال السنوات الأخيرة وإنحباس الأمطار وما ينتج عنها من نقص في المراعى مما يجبر الفلاحين في كثير من الأحيان على نقل صناديق النحل إلى مناطق بعيدة سواء في الشمال أو الجنوب (حسب الفصول ) بحثا عن المناطق المزهرة والتعشيب هناك وما ينجر عن ذلك من تثقيلات و صاريف إضافية في التنقل والحراسة وكراء المرعى.
ودعا عمران بالمناسبة إلى ضرورة تدخل الجهات الفلاحية المسؤولة بسيدي بوزيد لفائدة مربي النحل فصد تمكينهم من حلقات تكوينية وملتقيات علمية في الغرض مثل ما حصل مؤخرا في معتمديتي منزل بوزيان و أولاد حفوز التابعتين لولاية سيدي بوزيد وتنظيم المربين ضمن مجموعات وهياكل مهنية ( جمعيات لتربية النحل بالجهة مثلا ) تمكنهم من الضغط على الكلفة والرفع من المردودية والتحكم في حلقات الإنتاج والترويج .
وفي ذات السياق أكدت كل من جميلة هرابي وخميس هرابي على أهمية الدورات التدريبية والتكوينية في قطاع تربية النحل حيث تبين لهما أن ذلك يحتاج إلى طرق علمية خلافا لما ترسخ في أذهانهما وأذهان الأولين من الآباء والأجداد سيما وأنه أصبح بإمكان كل منهما، بعد تلقيهما تكوينا في تربية النحل بمعتمدية أولاد حفوز، أن يبعث مشروعا إقتصاديا خاصا به سواء في التجميل أو في معالجة بعض الأمراض وفق ما ذكراه لموزاييك.
محمد صالح غانمي